مخابرات مدريد تؤكد: تعرضنا لهجمات إلكترونية من المغرب بسبب دخول زعيم "البوليساريو" إلى إسبانيا
أكدت مضامين وثيقة صادرة عن جهاز المخابرات الإسباني أن مواقع رسمية تعرضت لهجمات إلكترونية مصدرها المغرب، وذلك تزامنا مع دخول زعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي إلى البلاد بشكل سري وعبر وثائق هوية مزورة، الواقعة التي أدت إلى أزمة دبلوماسية استمرت لقرابة عام بين مدريد والرباط، وهي المرة الأولى التي تؤكد فيها السلطات الإسبانية وجود اختراق "منظم" لمواقعها.
وجاء في الوثيقة التي نشرت مضامينها صحيفة "إل إسبانيول" والصادرة عن المركز الوطني للاستخبارات، أن قراصنة مغاربة تمكنوا من اختراق مواقع إنترنت إسبانية بعد عدة أيام من انفجار قضية زعيم "البوليساريو"، مبرزة أن العملية بدات يوم 22 ماي 2021 وقام المهاجمون بالوصول إلى 6 مواقع منتشر عبر التراب الإسباني وقاموا بتشويه محتواها.
وأوضح المصدر نفسه أن الاختراق تم بواسطة مجموعة تطلق على نفسها اسم "الثورة المغربية"، وهي عبارة عن فريق من قراصنة الإنترنت الذين نفذوا هجمات في العديد من الدول منذ 2016 على الأقل، ويركزون على المواقع التي تستخدم برامج قديمة، مبرزا أن الأمر يتعلق بأشخاص يقومون بهجماتهم استنادا إلى قناعات إيديولوجية وسياسية.
وأوضحت الوثيقة أن المشترك بين كل تلك الهجمات هي أن المُخترقين تركوا رسالة باللغة الإنجليزية تحمل عبارة "المغرب حر" إلى جانب صور لوصول الآلاف من المهاجرين غير النظاميين إلى سواحل سبتة وخريطة تبرز ضفتي مضيق جبل طارق مع تطويق سبتة ومليلية باللون الأحمر، في إشارة إلى انتمائهما إلى التراب المغربي.
وربط تقرير "إل إسبانيول" بين هذا الأمر وبين أزمة الهجرة التي حدثت في سبتة يومي 17 و18 ماي، والتي ربطتها مدريد أيضا بالأزمة الدبلوماسية الناتجة عن وصول غالي إلى البلاد، لكنها ربطتها أيضا بالاختراق الذي أعلنت عنه الحكومة الإسبانية لهاتفي رئيس الوزراء بيدرو سانشيز ووزيرة الدفاع مارغاريتا روبليس، عبر تطبيق "بيغاسوس" الإسرائيلي، والذي تم في ماي ويونيو من العام الماضي، في إشارة احتمال وقوف المغرب خلف الأمر.
ولا تتفاعل إسبانيا مع الاتهامات الرائجة إعلاميا بخصوص وقوف سلطات الرباط وراء عمليات الاختراق، ورفضت رسميا توجيه أي اتهام لهذه الأخيرة حتى بعد أن أصبح الأمر قضية رأي عام ووصل إلى البرلمان الإسباني، وتصر مدريد على إتمام مسار المصالحة مع جيرانها الجنوبيين والتي بدأت بإعلان حكومة سانشيز دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغرب في رسالة من رئيس الوزراء إلى الملك محمد السادس شهر مارس الماضي.